يوميات وهابي !

دموع الالم الأحد 7 ديسمبر 2008 - 1:29

في الصباح:

يصحو من النوم الساعة السابعة ونصف ثم يبصق يمينه ويلعن الشيطان الذي
أنساه صلاة الفجر وجلب له أحلاماً وتأخذه نشوة حينما تداعب ذاكرته أحلام
البارحة. يلبس أقرب ثوب مرمي حوله ويضع شماغه على كتفه ويلوك أسنانه
بمسواك طويل نحيف. يخرج ثم يركب سيارته ، ويتفحص شكله في المرآة فينتف
شعرة من أنفه ويمسح شعر لحيته المتدلي بشكل عنقودي مبعثر إلى الاسفل.
يعدل الشماغ لتظهر جبهته العريضة ثم يذهب إلى الدوام في المدرسة، فهو
يعمل مدرس رسم في متوسطة ابن دملة بالرياض.

في المدرسة:

يصل الى المدرسة الساعة الثامنة متأخراً نصف ساعة عن بداية الحصة
الأولى,يوقع في دفتر الحضور الساعة السابعة وخمس دقائق ثم ينصرف بسرعة ,
ولكن المدير يصادفه في الممر فيسأله: سلامات متأخر؟ فيرد: جزاك الله خير,
بس جزاك الله خير وصلت الوالد للمستشفى جزاك الله خير. يرد المدير: يااخي
كل يوم توصل والدك او والدتك للمستشفى، وش قصتك,أتمنى لهم الشفاء ,عموما
اذهب الى حصتك الأن. بعد ذلك ذهب صاحبنا الى الصف الثاني متوسط ،ثم طلب
من الطلاب النزول الى غرفة الفنية في الدور الارضي , قائلا للطالب فهمي ,
سجل أسماء المشاغبين. وبعد نزول الطلاب ذهب الى غرفة المدرسين وشرب الشاي
ووزع بعض الاشرطة الاسلامية على طاولاتهم فسأله أحدهم: هاه بشر فيها
ممنوعات. رد عليه: فطاحلة العلم هنا، سلمان العودة , وسفر , وناصر العمر,
والبراك والبريك. يسأله: ماجبت شريط الشعيبي بعد ماوقفوه؟ يرد عليه: بكره
جزاك الله خير.

يذهب الى غرفة الفنية وقد انتهت الحصة الاولى وأتت الحصة الثانية عند نفس
الفصل , فوجد فهمي قد سجل اسم طالبين مشاغبين، فضرب كل واحد منهم . ثم طلب من الفصل ان
يرسموا منظر طبيعي. بدأ الطلاب يرسمون وهو يكتب بدفتر التحضير بسرعة.
وبعد قليل أخذ يمر على رسومات االطلاب وفجأة يصرخ في وجه أحد الطلاب: ما
هذه الرسمة؟ يرد الطالب: فراشة أستاذ. فيتفجر في وجهه ويصفعه بقوة: ماقلت
لكم حرام رسم الأرواح. يالله ياعريف وديه للمدير. ثم بداء يتوعد الطلاب
بقوة محذرا أي واحد يرسم ذوات الارواح أنه سوف يرسب في المادة ومن ثم
سيذهب طوالي الى جهنم يوم القيامة . ويمر على رسم فهمي ويقول له ممتاز
رسمك بس ناقص شيء بسيط ويأخذ منه القلم ويمسك يده لكي يكمل الرسمه . وفي هذه الأثناء رن الجرس معلنا عن إنتهاء
الحصة, حينها أمر الطلاب بالذهاب إلى فصلهم .

في الفسحة:

يمسك العصا ويدور مع مجموعة من طلاب الجماعة الاسلامية للمرور على
اللوحات في الفصول واي لوحة فيها رسم تمزق، فيمزق عدد من لوحات اللغة
الانجليزية التي فيها رسوم كاريكاتورية للمحادثة. ويكتب على السبورة:
(تصوير ورسم ذوات الارواح حرام.

بعد الفسحة:

تنتهي الفسحة ويعود الطلاب لفصولهم ويبدأ معه فصل آخر، يطلب منهم رسم
زخرفي لإسم الجلاله, ومن ثم كعادته أمر العريف ليسجل أسماء المشاغبين ثم
أغلق الغرفة وخرج خارج المدرسة ليفطر ،و بعد وجبة الطعام المباركه ذهب
إلى مكتب البرقيات لإرسال برقية إلى ولي العهد وإلى الأمراء لكي يحتج
فيها على محاضرة تركي الحمد التي ستقام في حائل. ويسجل معه عدد 82 اسم من
طلاب المدرسة المسجلين في الكشوفات دون علمهم بذلك. ثم يمر على كبينة
هاتف ويرسل منها 30 فاكساً إلى الأمارة والنادي للاحتجاج يوزع فيها
الأسماء الاثنين و الثمانين في كل رسالة. يشعر بارتياح كبير لأنه حمى حمى
الدين وصدح بالحق ضد الباطل والطغيان.

بعد ذلك عاد إلى المدرسة لكي يوزع منشوراً منسوخاً من بعض المنتديات يحذر
فيه الاباء والأمهات من ضياع الابناء بسبب خطر محاضرة تركي الحمد التي
ستفتك بعقولهم وتدمرها محولتهم إلى مفسدين وفاجرين, وينبه المنشور كذلك
الأباء و الأمهات أن خطر المحاضره لا شك أنه سوف يصلهم إلى الرياض.

الظهر:

تقام صلاة الظهر في المدرسة بعد الحصة السادسة , يحمل عصاه ويرتب الطلاب
ويدف بعضهم لكي يستوون مكرراً عبارة (تعدل، ارجع وراء ، تقدم, اعتدل
انت,,) ثم يكبر الامام فيذهب الى الدور العلوي ليطل على الطلاب ويتأكد من
استقامة الصفوف وأن الطلاب لايلتفتون. يظل يحدق بهم بقوة لاسيما عند
الركوع والسجود , وفجأة يخرج منه شهيق عندما سجدوا صارخا في مجهول: اسجد
على الأعضاء السبعة. وعندما وصلت الصلاة الى التشهد الاخير انسل وخرج من
المدرسة وترك الحصة السابعة ليذهب يتغدى وينام.

العصر:

يأتي إلى حلقة الذكر في المسجد متأخراً بعد انتهاء الصلاة , ويلتم مع
الطلاب في مكتبة المسجد ويعطيهم الاشرطة والمنشورات , وطلب من كل واحد
توزيع منشور يحذر من السياحة بمناسبة قرب العطلة , وكل واحد عليه ان يقذف
بالمنشور في عشر بيوت أو أكثر من تحت عتبة الباب. تفرق الطلاب وبقي
طالبين صغيرين, حملهما معه في سيارته وأنزل أحدهما في حارة وبقي الآخر
وهو طالب جديد لأول مرة يشترك في الحلقة , وقبل أن يقف قال صاحبنا: انا
زعلان عليك ياكمال. سأل الطالب: لماذا؟. أجاب: لأنك جزاك الله خير لم
تترك لحيتك اقتداء بالرسول. فرد كمال: لكن لحيتي ماطلعت.

قبل المغرب:

يذهب إلى مركز هيئة السفيلى, ويركب جمس الهيئة ويبدأ مهمته في وظيفته
الثانية لحماية الدين , وفي سوق العقارية يرى فتاة تمشي فيمشي وراءها
قائلا: اتقي الله ياامة الله , انك فتنة , استري لحمك الظاهر من أعقاب
رجليك. وظل يمشي وراءها الى أن صادف مراهقاً صغيراً لم يظهر الشعر في
وجهه فقبض عليه قائلا: هات الهوية , فارتبك وأعطاه إياها.ثم قال له: هات
الأرقام اللي معك , فحلف المراهق بأنه ليس معه أي أرقام فبدأ يفتشه . ولم يجد معه شيء فقال له محتداً:
أكيد رميتها , اركب في الجمس. وذهب به إلى مركز الهيئة وأخذ يهدده بأنه
سيحوله ألى الشرطة لكي يجلدونه لأنه معاكس. بدأ المراهق بالبكاء والتظلم
فقال له : أسامحك بشرط وهو أن تنضم الى جماعة المسجد لكي نهديك للحق.
فوافق المراهق مباشرة , مسح لحيته المتدلية ولف شماغه ثم أعطاه أشرطة
وكتيبات ومنشورات. ثم قال للمراهق: الآن
جزاك الله خير أنت رجل صالح. واتجه اليه وضمه وقبله قبلة إسلامية .

بعد المغرب:

يذهب مسرعا الى مسجد بأم الحمام، ليحضر درس للشيخ سعد البريك وعادل
الكلباني في الفقه والعقيدة. ولم يقطع شروده الا قول الشيخ وهو يقرأ في
الكتاب [ويجوز مادون الإيلاج, وروى جماعة بأنه حكي عن سربور أنه أجاز
التفخذ في نهار رمضان..] وبدأت خيالاته تتذكر ماحصل صباح هذا اليوم في
غرفة الفنية بالمدرسة. ومن ثم بدأت صورا متداخله تظهر أمام عينيه مذكرة
إياه بواقعتي العصر و الصباح معًا.

بعد العشاء:

يعود إلى المنزل, ويتعشى, ثم يفتح الانترنت على منتدى أنا المسلم ومنتدى
الاسلام اليوم ومنتدى الساحة العربية ومنتدى سحاب.بدأ يكتب في كل هذه
المنتديات واحدا تلو الأخر. قام فلعن الشيعة في أنا المسلم ثم عاد إلى
الساحة ليكفر ويلعن ثم ذهب الى سحاب ليشكر الذين قمعوا الباطل ويلعن
الرويبضة. يهاتف أحد زملائه ويسأله عن الرقم السري لجهاز الاختراق. ثم
يبدأ مهمته في اختراق منتدى فضاء العلماني و إرسال فيروسات لإميلات بعض
أعضاءه ومن ثم أكمل بقية تزوير رسائل الغرام االتي بدأها أمس مرفقا معها
بعض من الصور الإباحيه لكي يورط أحد الكتاب البارزين مع فتاة. عند الساعة
الثانية عشرة شعر بفرح بنصر الله أن خذل الشيعة والعلمانيين والكفار
وأعداء الدين والمصورين واصحاب المحاضرات. ثم ذهب إلى فراشة وقبل أن يدخل
النوم عينيه تذكر أنه نسي أن يصلي اليوم ولاصلاة واحدة فلعن الشيطان
وتذكر أن عمله جهاد في سبيل الله وأن الجنة مثواه.